28 فبراير، 2015



حِسّ أمني..!!

قصة قصيرة:

    ... انظر إلى تلك المنقّبة التي تحمل الحقيبة.. مشيتها لا تشي بأنها امرأة.. واضح.. إرهابي متنقّب.. وانظر إلى ذلك الشرطي الشبق الذي يتأملها.. يا حيوان.. لو كان لديك أدنى حس أمني لرأيت أنّ أردافها أرداف رجل.. واضح.. وحتى صدرها ممسوح.. ليس فيه أي بروز.. وفوق ذلك لا تخطو برشاقة امرأة.. تهز رأسها وتتمايل.. كما تمشي الناقة.. واضح.. وأقسم أنّ مقاس الحذاء لا يقل عن ثلاثة وأربعين.. هؤلاء الشرطة الملاعين يعلّمونهم في الأساس (اليسّ يمّ).. و (رِجل بدّل).. وبعض الشتائم.. ويمنحونهم في النهاية ورقة تخرّج.. وسترة واقية من الرصاص.. ويقول لك شرطة!! أي شرطة بدون حسّ أمني؟! الحس الأمني ينبغي أن يتحول إلى غريزة.. إلى حاسة سادسة.. بحيث يجعلك تشكّ حتى في ذلك القط الأصفر الذي يتشمم رائحة الشواء أمام المطعم.. انظر.. لقد دخل الإرهابي ذلك السوق الشعبي المزدحم.. واضح.. يريد إيقاع أكبر عدد من الضحايا.. يا ساتر.. هل أصرخ لتحذير الناس؟ هؤلاء الغافلون لا يستشعرون الخطر.. الانفجار مسألة وقت.. بووووم.. غريبة.. لقد تأخر الانفجار.. ربما الحقيبة أو الحزام الناسف لم يعمل.. يحدث هذا أحياناً مع الانتحاريين.. عليّ أن أتحلّى بالشجاعة.. وألحق بذلك الإرهابي.. فمحاربة الإرهاب ليست مسؤولية الحكومات فقط.. ها هو يدخل متجر العطور.. الملعون يعرف أنّ شظايا الواجهة الزجاجية تضاعف عدد الضحايا.. الأمر واضح.. ليس في حاجة إلى حس أمني.. عليّ أن أحافظ على مسافة كافية من الشظايا.. ها هو يرفع النقاب.. استر يا رب.. يا حفيظ.. يا واقي.. يا لطيييييف.. أعني.. إنها.. إنها زوجتي.. حرمنا المصون..!! يبدو أنني قد بالغت قليلاً في مسألة الحس الأمني.. لكن الاحتياط واجب.. الحمد لله.. قدّر ولطف.. امممممم إذن هي ترفع نقابها بمجرد الدخول إلى المحلّات..!!

***
(2015)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق