زغاريد في العتمة
قصة قصيرة:
1
... فوق منصّة الشنق الخشبية في مدخل المعتقل
يتأرجح جسد.. تحت قدميه الحافيتين جنود يلعبون الورق.. تزعجهم النسمة الخفيفة التي
تؤرجح الجسد.. وتجعل اللوح فوق رؤوسهم يصدر صريراً بإيقاع ثابت.. مستفِزّ.. وفوق
ذلك تمنع الورق من الثبات على البطّانية السوداء الخشنة.
2
... تصرخ امرأة في العتمة.. يعقبها صمت.. يواصل
الجنود لعب الورق.. تصرخ المرأة صرخة أخرى.. طويلة.. راعبة.. يتردد صداها في
الظلمة.. يصرخ طفل صرخته الأولى.. ترتفع زغرودة مبحوحة.. تجاوبها زغرودة قصيرة مخنوقة
من مكان ما.. ثم زغرودة طويلة رنّانة من الطرف البعيد.. وتضج العتمة المسيّجة
بالأسلاك والعساكر بالزغاريد.. يتوقف الحرّاس عن لعب الورق.. ومن خلف الأسلاك
الشائكة ينهض قمر.. راسماً على أرضية المنصة الخشبية ظل الجسد المتأرجح...
***
(2015)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق