01 أغسطس، 2010

جاذبية

1
... تزيل الوشم الأخضر عن وجهها.. ثعبان الحنّاء يتثنَّى صاعداً مع ربلة الساق.. كما في خرائط الكنوز.. فستان ضيّق قصير مشقوق.. سَبّاط يطرقع مع كل خطوة.
2
... في الضحى تظهر مرشوشة بالمساحيق.. نظرة عابرة من لاعبِي الورق أمام الدكّان.. يواصلون اللعب.. تُكمل الشارع.. تعود.. تتثنّى فوق طقطقة السبّاط.
3
... مدمنو الجلوس على الأرصفة ـ الذين لا يغيب عنهم ظلّ امرأة ـ لا يلتفتون.
4
... في المساء تظهر مرة أخرى.. تجمع إلى طقطقة السبّاط طرقعة العلكة.. مع إضافة مزيد من الشقوق للفستان.
5
... يتطوع أحدهم باقتراح وهو يقهقه:
ــ عندي الحلّ.. حل جذري.
ــ هل ستشتري لها حذاءً طبيًّا؟! أم سترصف لها الشارع؟!
ــ بل سأخبرها أنّ إسحاق نيوتن قد اتّصل منذ الصباح الباكر ليُخبرنا أنّها لا تَملك أيّة جاذبية على الإطلاق؟!
6
... القطّ ــ الذي يُنظِّف نفسه فوق إطار النافذة البارز ــ يُلقى عليها نظرة عابرة من زاوية عينه دون أن يلتفت.. يتثاءب.. ثُم يواصل لعق وَبَره.
***
(2008)

هناك تعليقان (2):

  1. تفيأت ظلال الخروبة،فوجدت بقايا رماد وأشياء اخرى بما يعني ان احدهم قام بطهي الشاهي،ولانني اعرف احمد يوسف عقيلة ايقنت انه قد مر من هنافترك اروع الاثر في نفسي، لكونه استطاع عبر ابداعه ان ينطق مالا ينطق وان يضفي معاني انسانيه على المواقف العابرة.....الراعي مسعود::عبد الرحيم المجدوب

    ردحذف
  2. أي جاذبية تمتلكها في كتاباتك.
    لقد احسستُها ولمستُها وخالفتَ بها نظرية نيوتن ونقلتها لنا كشئ مرئي ومحسوس.
    فلك مني جزيل الشكر
    المتتبع لجديدك
    م. محمد الطلحي

    ردحذف