29 أغسطس، 2009

الذئب

1
... أَشعلتُ الشمعة.. وضعتُها بالقرب من الفِراش.. لأقرأ قليلاً قبل أن أنام.
اضطربت الشُّعلة.. أغلقتُ النافذة.. وتلقائياً الْتفتُّ إلى ظلِّي على الجدار.. ارتعشتُ.. لم يكن ظلِّي.. تحرَّكتُ.. لا.. إنه ظلِّي.. تحرَّك بحركتي.. لكنَّه لا يُشبهني!
رفعتُ الشمعة.. قرَّبتها من الجدار.. اختفى الظِّل.. أعدتُ الشمعة إلى مكانها.. استدرتُ قليلاً.. اقشعرَّ بدني.. كان على الجدار ذئب أسود.. يقف على قائمتيه الخلفيتين.
ابتعدتُ عن الضوء.. وقفتُ في وسط الحُجرة.. فظهر الذئب على الجدار المُقابِل.. سقطتُ على رُكبتَيّ.. فأقعَى.. أغمضتُ عينَيّ.. زحفتُ إلى الفِراش.. استلقيتُ على ظهري.. بدأتُ أفتح عينَيّ ببطء.. ذُهِلتُ.. كان لايزال هناك مُقْعِياً.
2
... نَهض.. أخذ ينتقل من جدارٍ إلى جدار.. يتعرَّج في الزوايا.. يعدو.. يلهث.. يقفز إلى الأعلى.. يَجوب السَّقف.. ينْزلق إلى الأسفل.. يقف وسط الحُجرة.
الشمعة تتضاءل.. الذئب يقترب.. الشُّعلة تخبو.. يقترب.. الشمعة تذوب.. يدنو.. يدنو.. انطفأت الشمعة.. انكمشتُ في فِراشي.. أحسستُ بمخالبه فوق كتفَيّ.. بلُهاثه يحرق وجهي.. بلُعابه الدَّبِق.. نعومة وَبَرِه.. دفء بطنه.. يلتصق بي.. يضغط.. يَدْخُلني.. يتلاشى في جسدي.. نتماهَى.. صرختُ في قلب الظُّلمة.. فتردَّدت أصداءُ صُراخي عِواءً مُتقطِّعاً.
***
(1996)

هناك 4 تعليقات:

  1. زرتُ مدونتك (الخروبة ) للمرة الثانية ولاأخالنى قد شبعتُ منهاتقديرى ايماتقدير للشريط التوثيقى المصنوع برؤيةشاملة افقية ورأسية شخصية وموضوعية رأيتُ وجوها ياالله ثروة ليبية حقيقية يا للعنة على البترول والاشياء الاخرى التى انستنا هذة القيمة الانسانيةالعالية .
    صورتك مع عقيلة فرج وثلثكما الحمار الليبى اشعرتنى بلحظات دنيوية جميلة ثم مددتُ بصرى الى حيث الجملين وحسدتكما جميعا على هذا الفضاء الوسيع / .... شكرا احمد

    ردحذف
  2. أشكرك صوى.. أسعدني كثيراً أن المدونة نالت أعجابك.

    ردحذف
  3. زرتُ مدونتك (الخروبة ) للمرة الثانية ولاأخالنى قد شبعتُ منهاتقديرى ايماتقدير للشريط التوثيقى المصنوع برؤيةشاملة افقية ورأسية شخصية وموضوعية رأيتُ وجوها ياالله ثروة ليبية حقيقية يا للعنة على البترول والاشياء الاخرى التى انستنا هذة القيمة الانسانيةالعالية .
    صورتك مع عقيلة فرج وثلثكما الحمار الليبى اشعرتنى بلحظات دنيوية جميلة ثم مددتُ بصرى الى حيث الجملين وحسدتكما جميعا على هذا الفضاء الوسيع / .... شكرا اح

    ردحذف
  4. للمرة الثانية ولاأخالنى قد شبعتُ منهاتقديرى ايماتقدير للشريط التوثيقى المصنوع برؤيةشاملة افقية ورأسية شخصية وموضوعية رأيتُ وجوها ياالله ثروة ليبية حقيقية يا للعنة على البترول والاشياء الاخرى التى انستنا هذة القيمة الانسانيةالعالية .

    ردحذف