16 مايو، 2010

شَمْس اطْياح

( خرّافة )
من كتاب: خراريف ليبية لأحمد يوسف عقيلة
الطبعة الأولى 2008 مجلس الثقافة العام.. ليبيا.
الرّاوية: سلِيْمة عبدالصادِق بُوخشَيْم.
الله يبْعد الشَّيْطان ويخَزيْه.. فِيْه هَذناك الصبايا الضّراير.. وحْدة بَيْضا ووحْدة شَوْشانة.. البَيْضا تعاير في الشَّوْشانة بسوادها وتقول لها: (يا خادِم).. وكلّ وحْدة عندها بنْت.. وَيْنما الشَّوشانة اتْدِزّ طعام ذَوْقَة للبيضا ما تخَلِّيْش بنتّا تاكِل منّه.. تكِبّه للكلاب ـ حاشاكم ـ وتقول: (ردِّي بالِك تاكلي منّه.. عَيْش الضَّرَّة باسِل).
الشَّوْشانة وَيْنما تْجِيْها بْنَيّة ضَرّتّا تعَطِيْها حَلْوَى.. وتخَلِّيْها تلعب مع بنتّا.. والضَّرَّة لخْرَى دَشّاعة.. وَيْنما تْجِيْها بْنَيّة الشَّوشانة تضربْها وتطردها.. (الضَّرَّة مضَرَّة).
كبْرَن البنات.. تَمَّن شبابات.. يَلْبسَن في الرّدا.. بنت البَيْضا طلَعت كَيْف امّها.. كرهَت أختّا الشَّوْشانة.. وتَمَّت تعاير فيها بسوادها.. وتقول لها: (يا خادِم).
هَذاك النهار الشَّوْشانة دَزَّت بنتّا للنَّجْع.. تْجِيْب لها في دَحي.. عندها دجاجة تريد ترَقِّد.. وما عندها شِي دِيْك.. الدَّحي اللي مَو دَحي دِيْك ما يدِير شي طيور.
النَّجْع بعيد.. يلْحظَوا فيه بالعَيْن.. غَيْر ياما دُونه.. وهي ماشية خَطّمَت عَلَيْ هَذِيْك النخلة العَطْشانة.. حذاها بِيْر.. قالت لها: (اسْقِيْنِي.. الله يسْقِيْك مِن بِيْر زَمْزَم).. سقَتّا.. صَبَّت عَلَيْها دَلْوَيْن والاَ ثلاث مِن هَذاك البِيْر.. قالت لها النخلة: (الله يَجْعَل طُولِي في سوالفِك مَو في طُولِك).. تَمَّا شعَرها طويل.. ينُوْش في أَقْدامها.. ومشَت.
خَطّمَت عَلَيْ هَذاك الغراب جناحه مَكْسُور.. قال لها: (جَبّرِيْنِي.. الله يجْبِر خاطرِك).. جَبّراته.. قال لها الغراب: (الله يَجْعَل سوادي في عيونِك مَو في لَونِك).. تَمّن عيونها سود.
خَطّمَت عَلَيْ هَذِيْك الرّخَمة كراعها مَكْسُور.. قالت لها: (جَبّرِيْنِي.. الله يجْبِر خاطرِك).. جَبّرتّا.. قالت لها الرّخَمة: (الله يَجْعَل بياضِي في لَونِك مَو في عيونِك.. واجْعلِك كَيْ شَمْس الطّياح وان غروبها).. تَمّا لَونها أَبْيَض بحمْرة.. كَيْ لَون الشَّمْس وان الغروب.
جابت الدَّحي.. وجَت لامّها سَمَّتّا (شَمْس اطْياح).. ضَرّتّا انقهْرَت.. قالت لبنتّا: (حَتَّى انْتِي عَدِّي للنَّجْع جيبِي لي دَحي.. والله ما ها الْخَدَم دجاجتِّن تدير رقاد قبل دجاجتنا.. وبالِك تَوّا تردِّي أسْمَح من شَمْس اطْياح).
عَدَّت البنت.. وهي ماشية خَطّمَت عَلَيْ هَذِيْك النخلة العَطْشانة.. حذاها بِيْر.. قالت لها: (اسْقِيْنِي.. الله يسْقِيْك مِن بِيْر زَمْزَم).. شربَت.. وسَيّبَت النخلة عَطْشانة.. قالت لها النخلة: (الله يَجْعَل طُولِي في طُولِك مَو في سوالفِك).. تَمَّت طويلة نَدْنُوْد.. وشعَرها قْصَيِّر ما يطول حَتَّى في نواوِيْر خدُوْدها.. ومشَوِّك تقول شبْرقة.. ومشَت.
خَطّمَت عَلَيْ هَذاك الغراب جناحه مَكْسُور.. قال لها: (جَبّرِيْنِي.. الله يجْبِر خاطرِك).. ضرباته عَلَي جناحه.. قال لها الغراب: (الله يَجْعَل سوادي في لَونِك.. مَو في عيونِك).. تَمَّت سَودا تقُول حَمّاس.
خَطّمَت عَلَيْ هَذِيْك الرّخَمة كراعها مَكْسُور.. قالت لها: (جَبّرِيْنِي.. الله يجْبِر خاطرِك).. تفلَت عَلَيْها ـ حاشا السامعين ـ قالت لها الرّخَمة: (الله يَجْعَل بياضِي في عيونِك مَو في لَونِك).. تَمَّن عيونها بِيْض تقول ملْحات.. انفضْحَت.. لاعَد قدْرَت تمشي للنَّجْع.. ولاعَد قدرت ترِدّ عَلَى امّها.. خايفة م الشّماتة.. قعَدَت بَيْن البَيْنَيْن.
ونا جِيْت جاي.. وهم عَدَّوا غادي.
مَرْحَبة بِك.. انتِي خَيْر منهم.

هناك تعليقان (2):

  1. صالح المبروك12 أغسطس 2009 في 1:10 ص

    من قال إن اللهجه ليست ممتعة، أحس بأن روح أحمد يوسف ونكهته في هذه الخراريف، رغم أنها لرواة آخرين، وكما قال في مقدمته لكتاب خراريف ليبية: (لم أكن بدوري مجرد ناقل حرفي لهذه الخراريف بل كنت راوياً أضفت لمستي الخاصة أيضاً.

    ردحذف