09 مارس، 2010

أَشْياءُ تَسْقُطُ مِنَ السَّماء

(إلى أنيس الرافعي)
1
... أسمائي كثيرة.. عنكبوت.. رتيلاء.. وفي لحظات الغضب.. وقبل أن يدوسونِي تحت أحذيتهم ينعتوننِي بالحشرة المقزِّزة.. يُلقِّبوننِي بـ(الأرملة السَّوداء).. هل هذا نوع من الْمَيْز العنصري؟ اللون شيء يسقط من السماء.. ماذا يَعنِي اللون بالنسبة للأرملة؟ ماذا لو كنتُ أرملة بيضاء؟ أو شقراء؟ هل سأبدو أقلّ توحُّشاً في نظر الآخرين؟
2
... على ذِكْر التوحُّش.. أنا لستُ مُتوحِّشة.. صحيح أنّ شكلي لا يدعو إلى الأُلفة.. بل قد يبعث الرجفة.. وصحيح أيضاً أنَّنِي آكل زوجي في فراش الزوجيّة.. لكنّ ذلك ـ ماذا أُسَمِّيه؟ ـ شيء عملي.. ما نفع الزوج بعد أن يزرع البذرة في داخل الأنثى؟ يتحوَّل إلى مخلوق كثير الثرثرة.. كثير الطلبات.. يُدير لها ظهره ويشخر.. لا يتورّع عن خيانتها.
3
... بِمناسبة أكل الزَّوج.. زوجات كثيرات يأكلن أزواجهنّ بطريقةٍ ما.. كُلّ ما في الأمر أنَّنِي آكل زوجي بقضْمة واحدة.. حتّى إنّه لا يُحسّ بالأَلَم.. بينما هناك زوجات يأكلن أزواجهنّ على دفعات.. قد تستغرق الواحدة منهنّ أربعين أو خمسين سنة.. لكنّها تأتِي عليه في آخر الأمر.. تَمتصّ كلَّ سوائله.. لا يبقى في النهاية سوى هيكل زوج.. جِلْد على عظم.. دون أدنَى شعور بالذَّنْب.. ولا تُوصَف بأنَها قاتلة.. لِمُجرَّد أنّها تأكل زوجها على مَهل.. بالتقسيط.
4
... على ذِكر الذنب والتوبة.. حتَّى لو تَخلَّيتُ عن عادة أكل الشريك.. فسأظلّ دائماً (الأرملة السَّوداء).. ماذا بوسعي أن أفعل؟ اللقب أيضاً يسقط من السماء.
***
(2008)

هناك 6 تعليقات:

  1. إن الأمر الذي يجهله أكثر البشر ؛أن الألم اللذيذ واللذة الأليمة تصنعها غرائزنا. وليست هناك لذة مطلقة ولا ألم مطلق ..تجاه مانتفاعل معه في الحياة.

    مفتاح امعيزيق

    ردحذف
  2. وااااااااااااااااااااااااك
    أي حديث عن الأكل والإفتراس هذا ، وهل العلاقة بين الزوجين تختزلها أنت في آكل ومأكول ؟ وهل الزوجة وحدها التي تأكل ، أليست معرضة هي الأخرى لأن تؤكل ، ألا يأكل الزوج شبابها وزهرة عمرها ، حتى إذا ما ذبلت وماتت سارع إلى الزواج من غيرها حتى لو كان في السبعين من العمر ليصول ويجول متباهيا بفحولته ممارسا كل ما يحلو له من شبق ؟

    ردحذف
  3. الزوج كتبت عنه في قصة أخرى.. اقرؤا (القطة) إن شئتم.

    ردحذف
  4. اللقب لا يسقط من السماء ان كانت ارملة بيضاء او سوداء وان تخطت ال50 سنةلا وجودللصراع عندها

    ردحذف
  5. أنا كقاريء متابع لكتابة أحمد عقيلة وبالرغم من عدم مشاركتي في التعليقات من قبل الا أنني لم أفهم ماذا يقصد صاحب التعليق الأخير ، ما علاقة القصة بالصراع، ما قصده الكاتب ووفق فهمي المحدود أنه أراد أن يقول قد لاتتفق الألقاب بالتصرفات ، وأنه قد يكون نوعا من الاجحاف إذا ماعاملنا كل شخص بمدلولات اسمه أو لفبه ، ثم ألم يصدق أحمد عقيلة عندما قال : الأشياء تسقط من السماء ؟، فعلا كل الأشياء تسقط من السماء بما فيها الألقاب
    تقلوا تقديري

    مصباح عبد المولى

    ردحذف
  6. شكراً يا سادة.. شكراً أخي عبدالمولى.. هناك قول ليبي في هذا الصدد: (النقب ينزل م السما).. أي اللقب ينزل من السماء.

    ردحذف