03 يونيو، 2010

ارتياب

(إلى الشاعر مُحي الدِّين الْمَحجوب)
1
... الشمس تعجز عن اختراق الضباب الكثيف الزاحف على وجه الأرض.. الأفعى تتكوّر في تجويف الصخرة الكبيرة التي تشكّل ركن السياج.. مُبلَّلة بلا حَراك.. مُجرَّد حبل بارد.
2
... عند ارتفاع الضحى تخرج الأفعى من تحت السياج.. تدخل الحديقة.. تنثنِي إلى اليسار.. ترى ثعباناً أرقطَ متمدّداً وسط العشب.. تقترب.. تدور حوله.. منقوش بكل الألوان.. تغربلها رعشة من رأسها إلى ذيلها الذي لا يزال قرب السياج.. لا يُعيْرها الثعبان اهتماماً.. يُغربلها الغيظ هذه المرّة.. تطوي جسدها في شبه دائرة.. تدنو.. تَمَسّ جسده.. تفاجئها صلابته.. تَحتكّ به.. تفِحّ:
ــ خرطوم مياه! يا مزوَّق من بَرَّة! انتابنِي إحساس بأنّ هذا الجمال مُزيَّف.
3
... تخرج الأفعى إلى الغابة المجاورة.. تتَمهَّل.. تستدير.. ترفع رأسها.. ترى طرَف خرطوم المياه مُمدَّداً في آخر الحديقة.. تُخرج لسانها.. تفَحّ:
ــ الغريب أنّ بعضهم تنبع أهَمّيته من كونه أجوف!
4
... تتوغل في الغابة مواصلة فحيحها.. تتوقف فجأة.. تنظر إلى الهدهد الجاثِم على الصخرة المجاورة بكثيْرٍ من الارتياب.
***
(2007)

هناك 4 تعليقات:

  1. أستاذ أحمد جميل الاسقاط في الحكاية وأي خبر سينقله الهدهد ياترى .

    ردحذف
  2. استاذ احمد نريد الجديد |...نريد ان نقرا المزيد

    ردحذف
  3. جمال المغربي5 يوليو 2010 في 3:11 ص

    أن تكون اجوف أفضل من أن تكون ممتلي بالسم.

    ردحذف