19 مايو، 2010

إصدار..

كتبَ مركز نهر النيل للنشر بجمهورية مصر العربية:
"الحرباء" لـ "أحمد يوسف عقيلة" بين متعة الابتكار ودهشة التلقي"
حين تدهشك الفكرة، حين تدهشك الصياغة، حين تفاجأ بأن ما لم تظنه قابلاً للكتابة قد كُتِب فناً قصصياً إبداعياً راقياً... تكون حتماً تطالع كتاباً لأحمد يوسف عقيلة.
"الحرباء" مجموعة قصصية للأديب الليبي أحمد يوسف عقيلة، تفرض فيها موهبته القصصية اللافتة نفسها على صفحات الكتاب، ويظهر خلالها ولعه الشديد بالحكي، فلا تترك فرصة للقارئ غير أن ينتقل من صفحة لأخرى دون توقف.
"الحرباء" تضم تسعاً وعشرين قصة منها: التراب الوطني، الرغيف، امرأة الحكاية، الحرباء، راعي الفحول، نزغات الملائكة، القبو... وغيرها، تتنوع فيها الأطروحات الفكرية والصياغات الإبداعية التي تمزج بصورة رائعة بين عمق الفكرة وسلاسة الطرح، بل تتعدى ذلك أحياناً إلى أن تضع البسمة فوق شفتي القارئ بينما يقرأ أشد الموضوعات قتامة وإيلاماً.
"الحرباء" مهداة من المؤلف أحمد يوسف عقيلة إلى روح صديقه "عمر سالم عطية، بكلمات غاية في الرهافة والشجن، ومصدرة بمقتطفات من كتابات وآراء كبار الأدباء والنقاد عن أدب أحمد يوسف عقيلة.
يقول د. محمد المفتى: (شدتني لغة المؤلف الطازجة والجديدة.. أسلوب متقشف/مقتضب/رشيق.. لا أجد وصفاً دقيقاً.. لكنه أقرب إلى لغة العِلْم الوصفية.. أسلوب خالٍ من المحسنات العتيقة.. ولو أردت وصف أسلوب أحمد يوسف عقيلة بدقة أكبر لقلت إنه أسلوب على درجة لافتة من الاقتصاد.. أقرب إلى تقارير المصارف.. دونما استطرادات أو حشو.. وحتى لا يزعل الأدباء.. دعني أُذَكِّرهم بأن الشاعر الإنجليزي/الأميركي.. شاعر القرن العشرين (ت.س.إليوت) كان موظفاً في مصرف!
لغة أحمد يوسف عقيلة لغة طازجة.. متحررة من الإنشاء.. والى حد كبير حتى من واو العطف.. فعباراته صُوَر مستقلة متلاحقة.. بل إنه لا يتحرج من مفاجأتنا بنحت جديد للكلمات.. لقد عثر أحمد يوسف عقيلة على إحدى المعادلات الصعبة.. ألا وهي كيفية التعامل مع تراثنا الشعبي دون إسفاف أو سذاجة سردية رتيبة).
آراء أخرى لنقاد وأدباء من ليبيا والعراق وتونس تتصدر المجموعة القصصية.
فى قصة "الرغيف" يبدأ الكاتب هذه البداية المدهشة:
"... أحسَّ الرغيف بأن أطرافه بدأت تشتدّ.. وأخذ اليباس يعلو وجهه.. لكنه ظلَّ مُعتصمِاً بصمته. قال التنُّور.. بعد أن نفخ نفخةً طويلة بفعل الصهد:
ـ لماذا هذا الصمت؟ حدِّثْني ما دمنا ملتصقَين إلى هذا الحَدّ.. أم تنتظر حتى تنضج فتصبح طعاماً؟
ـ هذه مسألة لا فكاك منها.. لكنَّ ما يشغلني هو أنني لا أعرف من نصيب أي الأفواه سأكون؟
ـ بَسِيْطَة.. إذا كنتَ أحمرَ مقرمِشاً فستكون من نصيب الحسناوات.. وإذا كنتَ رطِباً فستلوكك العجائز.. أمّا إذا احترقتَ وعلاك السواد فستأكلك الكلاب.. أو الراعي في أحسن الأحوال!"
لينبهنا من السطر الأول في كتابه إلى أننا أمام كاتب لا يكتب الشائع من الأساليب والمكرور من الأفكار، بل يمهد لنفسه طريقاص جاداً ومبتكراً وجاذباً للقارئ في آن واحد.
"الحرباء" مجموعة قصصية للأديب الليبي "أحمد يوسف عقيلة" صدرت في مائة وخمس وثلاثين صفحة من القطع المتوسط عن مركز نهر النيل للنشر بجمهورية مصر العربية.
***

هناك تعليقان (2):

  1. أعجبني رأي الدكتور محمد المفتي ..فلقد نوه الى ما شدني الى اسلوب الكاتب دوناً عن الكتاب الاخرين..أنا لاأميل الى الاستطرادات أو الحشو وأميل الى التحرر من الانشاء ذلك الأسلوب الذي يفضله الكثير من الكتاب حتى صانعوا ألأخبار العلميه..عرف الكاتب كيف يتعامل مع تراثنا الشعبي دون اسفاف أو سذاجهسرديه رتيبه

    ردحذف