28 أبريل، 2010

الغَيث

1
... مساءً.. كن يتناولن الشاي في بيت ونِيْسة.
جعلت ونِيْسة من طرف كمِّها وقاءً.. أنزلت البرّاد من فوق الكانون.. رفعت الغطاء.. فتصاعد البخار اللذيذ.. واختلط برائحة القمح المُحمَّص.. وهي آخر حفنة من القمح المستورد.
2
... طلبن من محبوبة أن تستطلع التاقزة عن المطر.. وهل سيستمر الجدب؟ أم أنّ الغيث هذا العام سيضع حدًّا للسنين العجاف؟
أوقفت محبوبة مَلاكها العاري ـ كما كانت تسمِّي حفيدَها ـ فوق يدها اليسرى.. أسندته بيدها اليمنى.. ضغطت بأنفها وشفتيها تحت سُرّته.. أغمضت عينيها وهي تشمّه وتقبّله بصخب.. ثُم اكتسى وجهها سِمة جادّة.. وحرّكت شفتيها ببعض الكلمات المبهمة.
أراد الطفل أن يرفع قدمه اليسرى.. فقبضت عليها.. وأخذت تدغدغه وتميل يدها.. وتحاول الإيحاء إليه بأن يرفع قدمه اليمنى.. فابتسم في وجه جدته العابس.. عبوس المواسم المُجدبة.
فجأةً.. وقعت المعجِزة.. كما هو حال المعجزات دائماً.. هطل الغيث.. نبع من الأسفل.. من بين فخذي الملاك العاري.. شلاَّلاً دافِقاً فوق وجه جدته.. وسط الصرخات والضحكات.. لكن وجه محبوبة ظلّ صارماً.. وهي تحاول أن تسترجع نبوءتها الممزوجة بطعم البول!
***
(1997)

هناك 7 تعليقات:

  1. سعد الدينالي28 أبريل 2010 في 9:30 م

    افخر لانك من وطني

    ردحذف
  2. هل يعقل تسمية أحد الأخبثين بالغيث

    ردحذف
  3. سالم الكواش29 أبريل 2010 في 5:33 ص

    أحمد عقيلة..
    شكراً لهذه المتعة ..يظل لقلمك نكهة الزعتر..دمت بود أيها المبدع.

    ردحذف
  4. السيد القاص الفاضل هذه اعادة كتابة لما أسميته أنت الغدير انما اعادة بطعم الخسارة فلا الغدير آتت أكلها ولاالغيت جاد ولو بقطرة وأنت اسم نحب أن يظل مرموقا فلاتزج بنفسك وتريث فالعبرة بمضامين الاشياء لا بغزارتها وكثرتها

    ردحذف
  5. سلمت أناملك أخي في الله ..

    وصف مشوق لمعجزة تدتدغ الفكر

    تحية لك

    ردحذف
  6. جميل ان تعطينا معلومة قديمة في قالب ظريف.....لماذا لا يرد علي احد اريد شراء كتب الكاتب احمد يوسف لو تكرمتم تخبروني اين اجدها

    ردحذف
  7. فقعتينا ياسمورة
    اطلقي عليها البريح في السوق ، ويالشويش راك تهبلي بس

    ردحذف