17 ديسمبر، 2009

بَياض

1
... تَموت العذراءُ يوم عرسها! تَموت مُستلقية على ظهرها في فستانِها الأبيض فوق السرير.. على شفتيها ابتسامة.. الحِنّاء تُشرق في يديها وقدميها.
2
... بعض النساء لازلن يزغردن في الغُرفة المجاورة.. سيّارات العرس المزيّنة بالبالونات تُطلِق أبواقَها أمام بيت العروس.
3
... يصرخ أحدهم.. يُخْرس الزغاريد.. يقطع خيط البالونات.
4
... تخرج العروس مَحمولة على الأكتاف.. مُستلقية على ظهرها فوق الحَمّالة الخشبيّة.. على شفتيها ابتسامة.. حِناؤها تُشرِق خلف بياض الكفن.. وفي سماء الجنازة تسبح البالونات الملونة...
***
(2008)

هناك 6 تعليقات:

  1. سيد القصة القصيرة القاص احمد يوسف عقيلة ..استمعت بقراءة جميع اصداراتك ..واستمتع بالجديد منها عبر هذه المدونة ..دمت مبدعا جميلا من رحم الجبل الاخظر الاشم
    انتصار بوراوى

    ردحذف
  2. شكراً انتصار.. نورت الخروبة.

    ردحذف
  3. بعد قراءة النص ،تبقى الأسئلة..
    هل عروسنا عذراء ؟
    أم أنها شهيدة حب وضحية حبيب ؟
    والأقرب من ذلك أنها ضحية مجتمع بأكمله !!
    نورنا بالله عليك بالرغم أنه لا مكان هنا للشرح أو التفسير .

    ردحذف
  4. أحمد يوسف عقيلة26 ديسمبر 2009 في 2:42 م

    الكاتب ليس ملزماً أن يشرح نصوصه.. بل لا يصح ذلك.. لكنني لم أقصد أياً من هذه الاسئلة التي أوردتها.. قصدت شيئاً آخر تماماً.. اقرأ النص مرة أخرى لعلك تجده.. أشكرك.. اسعدني مرورك.

    ردحذف
  5. الكاتب الكبير أحمد عقيلة
    قلت لك أنه لا مكان للشرح أو التفسير ولكنها أسئلة أثارها نصك الرائع .. يزيدني إعجابا بك إهتمامك بقراءك .. لك جزيل الشكر والمحبة .

    ردحذف
  6. عند ذات الوقت الذي نعتقد فيه ببدء حياة جديدة ، تأتي نهاية الحياة ، ذكرتني هذه القصة بأخي الذي مات يوم عرسه في حادث سيارة أليم ، أصدقك القول أستاذ أحمد لقد جعلتني أعاود التفكير في معنى موته ، من قال أن نهاية الحياة الدنيا ، هي فعلا نهاية للحياة ، أليس من الجائز جدا أن هذه العروس وكذلك أخي قد بدءوا حياة جديدة تفوق ادراكنا وتتجاوز كل مفاهيمنا عن الموت والحياة ؟

    نعيمة الطاهر

    ردحذف