25 يوليو، 2009

طَرِيق تحت أَعْشَاش الطيُور

1
... أشجار العَرعَر مُلتفَّة الأغصان.. مُثقَلة بالزّنْباع الأخضر.. حُبلَى بالأعشاش.. تنهض من وسط الصخور التي تُؤطِّر طريق (وادي الكُوْف).. الأعشاش مركوزة بين الأفرع المُمتدَّة التي تُظلِّل الإسفلت.
2
... تزدحم الأعشاش بالمناقير المفتوحة.. بالأجنحة التي ينحسر عنها الزَّغَب.. العصافير تصعد فوق الأعشاش.. تتقافز بين الأغصان.. ترفع رؤوسها إلى السماء الزرقاء المُتعرِّجة بتعرُّجات الوادي.. تُجرِّب أجنحتها تحت إغراء الفراغ.. تخذلها الأجنحة.. تسقط لاهثةً فوق شريط الإسفلت الأسود الساخن.. دون اكتراثٍ للهدير الآتي من خلف انحناءة الطريق.. تُحاول الطيران مُجدَّداً.. تصطدم بالجدران الصخرية الملساء.. لا تجويف.. لا نتوء يمنحها مرحلية الصعود.. لا شِبر فُسحة بين الإسفلت وبين الجدار.. تسقط ثانيةً.. ومن خلال الضجيج القادم من بعيد.. الضجيج الصارخ لاحتكاك الإطارات بالإسفلت الخشِن.. لا يبدو سوى الطريق الأسود المَزْرُور بين حافتَيّ الصخر.
(2002)

هناك 6 تعليقات:

  1. كأنك تمسك بريشة رسام و تلون لنا ما رسمته كلماتك المنمقة و الرائعة .... كانت صور معبرة و جمال تعبير لا يضاها ... دمت مبدعا

    ردحذف
  2. عبدالله أحمد26 يوليو 2009 في 12:35 ص

    تحياتي

    بمثل هذه اللوحات , يزداد عشقنا للوطن .. ليس ثمّة حرية بلا معاناة .. لا شيء مجانّي .. و لن يحلق الجميع بالتأكيد.. لكن لابد من أن تبقى أعيننا شاخصة إلى السماء .. و أن ترفرف أجنحتا حتى و أن كانت بلا ريش .. حينها لا بد من أن يحلق بعضها نحو أفق أرحب .. الحرية تأخذ و لا تعطى .. هكذا أقرأ هذه الومضات المُضيئة .

    أحييك أستاذ أحمد .

    ردحذف
  3. جميل هذا الرسم بالكلمات..منور ياأديب الجبل.

    علاء الكزة

    ردحذف
  4. من خلال ماقرأت لأحمد يوسف..أجد أنه يستمتع ويُمتع كلّ القُرّاء بالوصف، واللغويين باللغة..إن لم نُسمِّه سحرً بدل الوصف
    تحياتي..
    إبراهيم بولفحلة

    ردحذف
  5. تحياتي

    بمثل هذه اللوحات , يزداد عشقنا للوطن .. ليس ثمّة حرية بلا معاناة .. لا شيء مجانّي .. و لن يحلق الجميع بالتأكيد.. لكن لابد من أن تبقى أعيننا شاخصة إلى السماء .. و أن ترفرف أجنحتا حتى و أن كانت بلا ريش .. حينها لا بد من أن يحلق بعضها نحو أفق أرحب .. الحرية تأخذ و لا تعطى .. هكذا أقرأ هذه الومضات المُضيئة

    ردحذف
  6. بمثل هذه اللوحات , يزداد عشقنا للوطن .. ليس ثمّة حرية بلا معاناة .. لا شيء مجانّي .. و لن يحلق الجميع بالتأكيد.. لكن لابد من أن تبقى أعيننا شاخصة إلى السماء .. و أن ترفرف أجنحتا حتى و أن كانت بلا ريش .. حينها لا بد من أن يحلق بعضها نحو أفق أرحب .. الحرية تأخذ و لا تعطى .. هكذا أقرأ هذه الومضات المُضيئة .

    ردحذف