1
... أقَلِّب الممحاة الجديدة بين أصابعي.. أتأمّلها.. نصفها أبيض.. نصفها الآخر أحمر داكن.. أفضّ الورق الشفّاف.. ملمس ناعم.. جسد رطب بعض الشيء.. لها رائحة تحار في تحديدها.. مسحوبة من الطرفين.. أستخسرها في أخطائي!
2
... الممحاة تَجْهد.. أخطائي تتراكم.. تصرخ المحّاية:
ــ على مهلك.. لا تسحقنِي.
ــ أنتِ لستِ ممحاة جيّدة.
ــ أخطاؤك كثيرة.
ــ الأخطاء سبب وجودك.
ــ عندما أرسلوني من وراء البحار كنت أتساءل: لماذا أقطع كل هذه المسافات؟ أي نوع من الأخطاء ينتظرني؟ لماذا تخطئ أصلاً حتى تحتاج إلى ممحاة؟
3
... أحسّ بالإشفاق على مِمْحاتي.. ولكن..
... مِمحاتِي تصغر.. تتقلّص..
ــ أيّ الخُطاة ذلك الذي فكّر في اختراع الممحاة؟!
... تتنحَّف جوانبها.. تتآكل..
ــ لماذا وُجِدت فكرة الخطأ أصلاً؟
... يبهت نصفها الأحمر الداكن.. تتضاءل..
ــ إلى كم ممحاة سأحتاج؟
... تضمر.. تتفتّت.. فتاتها يعلق بالورقة...
ــ ماذا لو تركت أخطائي دون محو؟
... ... ... ... ... ... ...
***
(2009)
السلام عليكم ...
ردحذفنعمة هي الممحاة ... نعم عظيمة جدا ... ان نجد ما نمحو به خطايانا ، و نتوب و نبتعد عن اخطائنا ...
لا الومها على تعبها فنحن كثيري الخطأ و خير من يخطئ وان اكثر من يعرف ويستعمل الممحاة لمحو خطأه ...
عميقة هي الممحاة ..
خالص تحياتي
الممحاة تمحو الأخطاء التي نكتبها على الورق ، لكن أي نوع من ( المحايات ) هذا الذي سيمحو أخطاءنا في حق أنفسنا وحق الآخرين ، أما أخطاءنافي حق الله فكفيل بمحوها انتهاج سلوك التوبة والندم ،،
ردحذففعلا ماذا لو تركنا أخطاءنا دون محو ؟!!
تدهشنا اسقاطاتك ، وتعرينا قصصك أمام أنفسنا على الأقل ، أوألسنا شخوصها وإن اختلف المكان ؟
نعيمة الطاهر