02 ديسمبر، 2009

شَيْطان التفاصيل

( إلى محسن الرملي )
1
... هي ترعَى بقراتها في السفح الشرقي..
هو يرعَى ماعزه في السفح الغربي..
والوادي بينهما.
2
يجلس فوق صخرة.. مزماره يَصْدح..
تتكيء على جذع شجرة.. يُغربلها النغم.
3
الماعز والأبقار يُغريْها عُشب السيل..
تهبط خلف بقراتِها..
ينحدر وراء ماعزه.
4
يخرج من الدغل إلى فُسحة الوادي..
تنبثق من بين الأغصان..
تتلاقَى أعينهما.
5
الثور يتشمّم البقرة..
فَحل الماعز يُخرج لسانه.. يبول على أنفه.
6
يتطلّع إلى جرح السيل الغائر..
تتطاول على مشطي قدميها.
7
القُمْري يُطارد الحمامة من غصن إلى غصن..
الكلبة تتمرّغ أمام الكلاب.
8
يجلس على حافّة مَجرى السيل..
تجلس على الحافّة المقابلة.
9
العَنْز تستدير.. تَجذبُها رائحة الفحل..
بين الحافّتين تتلامس أقدامهما عَرَضاً.
10
زوج من الغربان يتشاكسان على ارتفاع منخفض.. يتلامسان بالأجنحة.
11
ينتقل إلى حافّتها..
توسِّع له قليلاً..
يلمس يدها بأطراف أصابعه..
تلذعها الأصابع.
12
... تنحدر الشمس خلف الغابة.. تُلوّن أطراف السُحب الطافية فوق الوادي.. تتبدّد العتمة في الحنايا.. وبعيداً في أسفل المنحدَر يعوي ذئب.
***
(2009)

هناك 8 تعليقات:

  1. ألف شكر لك يا صديقي العزيز المبدع أحمد
    على هذه القصة القصيدةالجميلة
    التي تعيدني إلى أجواء وألوان ومناخات قريتي الأولى
    شكراً لكرمك ومحبتك
    وإلى مزيد من العطاء والتألق
    محبتي الدائمة
    محسن الرملي/مدريد
    http://alramliarabic.blogspot.com

    ردحذف
  2. الصديق المبدع محسن الرملي.. أسعدني مرورك كثيراً تحت ظلال الخروبة.. شكراً واجد.

    ردحذف
  3. انا لم أقراء القصة فقط بل عشت داخلها وكنت احد اركانها,شكراً استاذ احمد, يا قاص الجبل, تحياتي.
    جمال المغربي

    ردحذف
  4. شكراً جمال المغربي.. أسعدني مرورك وتعليقك بلا شك.

    ردحذف
  5. عزيزى أحمد
    تحية طيبة وبعد مررت اليوم على الخروبة وقد أسرتني ظلالها الوارفة وذكرتني رائحتها بشذي مدينتي زليتن فلك من كل التحية والتقدير وكل العام وانت بخير

    ردحذف
  6. الرائع أحمد رأيتك هذا الصباح بسوبر ماركت السنبلة كنت اشتري شيكولاتة فماذا كنت تشتري أنت؟

    ردحذف
  7. كنت أشتري خبز الشعير.. وشوكولاتة أيضاً.. من عادتي أن أشتري لوحين من الشوكولاتة في كل مرة.. واحد لي.. وواحد لصديق أحبه.. اشتريه له حتى لو لم يكن موجوداً.. وآكله نيابة عنه!!!

    ردحذف
  8. شكراً أخي علي عمر جابر.. اسعدتني زيارتك.

    ردحذف