27 ديسمبر، 2009

عَصَافِيْر

1
... في السفح غابة.. في الغابة شجرة بلوط.. في البلوطة عُش.. في العش طائر.. تحت الطائر بيض.. في البيض عصافير.
في البلوطة أيضاً ثعبان يتسلق.
2
... ينتفض الطائر.. يصيح بهلع.. يقفز من غصنٍ إلى غصن.. ينفش ريشه مستخدماً كل أسلحة العاجز.. فيما الثعبان يلتقم البيض.
3
... في السفح غابة.. في الغابة شجرة بلوط.. تحت البلوطة ثعبان يزحف.. في بطن الثعبان بيض.. في البيض عصافير. في سماء الغابة أيضاً حدأة تبسط جناحيها بلا حَراك.
4
...لم يكن في الوقت متسع للاختباء.. ينتفض الثعبان.. يفِحُّ بهلع.. يتلوَّى بين المخالب مستخدماً كل أسلحة العاجز.. فيما الحدأة تصعد إلى السماء.
5
... في السماء حدأة.. بين مخالب الحدأة ثعبان.. في بطن الثعبان بيض.. في البيض عُصيفيرات تُحَلِّق...
***
(1999)

هناك 9 تعليقات:

  1. (أحمد يوسف عقيلة)

    1
    في الكون كوكب اسمه الأرض .. في الأرض بلد اسمه ليبيا .. في ليبيا رجل اسمه أحمد يوسف عقيلة .. في أحمد يوسف عقيلة فن راقٍ اسمه القصة القصيرة.
    2
    في الكتابة أدب .. في الأدب جنس يسمّى القصة القصيرة .. في القصة القصيرة رجل اسمه أحمد يوسف عقيلة.*
    3
    أحياناً أتحاشى أن أقرأ لأحمد يوسف عقيلة ; لأنني لا أستطيع أن أتخلص مما قرأت لعدة أيام .. أحس أن شخصيات القصة تتراءى لي في اليقظة .
    4
    لم يستطع أحمد يوسف عقيلة أن يخرج من حروف اللغة العربية الثمانية أو التسعة والعشرين .. لكنه يُرَكّبها وكأنها صنعت خصيصاً له.
    5
    سعيد جداً بصداقتك والقراءة لك.
    6
    عبد الرحمن جماعة
    --------------------------------------

    ردحذف
  2. عزيزي وأستاذس أحمد عقيلة... كما قرأتُ قصة المستجد بذهول، حينَ وصلتُ إلى نهاية هذه القصة فتحتُ فمي من دهشة السرد.... أشكركَ جزيل الشكر

    محمد بعيو المصراتي

    ردحذف
  3. نعم هكذا عرفنا الحياة .. القوي يلتهم الضعيف .
    وقوة نصوصك تلتهم الأدب الرديء إن صح التعبير .
    دمت مبدعاً ودام قلمك .

    ردحذف
  4. شكراً عبدالرحمن جماعة.. شكراً محمد بعيو.. أسعدني مروركما كثيراً.

    ردحذف
  5. ... في السماء حدأة.. بين مخالب الحدأة ثعبان.. في بطن الثعبان بيض.. في البيض عُصيفيرات تُحَلِّق...

    - كيف تحلق هذه العصيفرات ؟
    لله درك أيها المبدع جعلتنا نحلق .. وكم نحتاج للتحليق ؟

    ردحذف
  6. أنس الفيلالي14 يناير 2010 في 11:30 ص

    العزيز أحمد
    غابتك تنحو نحو تكثيف الوحدة السردية الرصينة بالبناء المحكم ،فجعلت العالم الذي توحي اليه بعصافيره و ثعابينه ، لايفتأ و يتسع ويعمق الى ما لانهاية …
    دمت متالقاً
    والى إبداع جديد

    ردحذف
  7. شكراً صديقي أنس الفيلالي.. أسعدني حضورك في ظلال الخروبة.

    ردحذف
  8. العصافير حلقت لكي تطير حتى لو كانت محرد أفراخ في بيوض محجوزة في بطن ثعبان يتلوى بين مخالب حدأة ..
    ما يثيرني في الموضوع كيف وجدت فكرة هذه القصة التي تبدو للوهلة الأولى قصيرة جدا لكنها طويلة طول المسافة بين السماء والأرض ، يقولون أن الصدفة لاتأتي إلا لمستحقيها وواضح جدا أن الفكرة لا تأتي إلا لكاتب متفرد مثل أحمد عقيلة ، الذي كأني به يريد أن يقول من خلال عصافيره الطائرة في بطن الثعبان ، أن تلوي الثعابين وغدرها لا يحول دون التحليق في الفضاءات البعيدة وكما الثعبان عنوان لنفث السموم واللذغ الغادر فكذا هي العصافير رمزا للإنطلاق والتحليق ومعانقة الفضاءات اللا محدودة حيث براحات لا متناهية من السمو والعلو والحرية .
    سلمت أستاذ أحمد ، دعنا نحلق معك دائما في فضاءات الإبداع
    نعيمة الطاهر

    ردحذف
  9. أشكرك نعيمة الطاهر.. تجيدين دائماً قراءة ما بين السطور.

    ردحذف