1
... الأرملة تنشر غسيلها.. الفساتين السوداء تنثني فوق الحبل.. يتصاعد منها البخار الحار.. الجوارب مصلوبة بين حوافّ المساسيك.
2
... الأرملة تنفض يديها المبتلّتين.. تَمسحهما في خصرها.. تُبلِّل رقبتها بِما تبقَّى من نَدَى الأصابع.. تلتفت إلى حبل الجيران.. يخفق قلبها لقميص الرجل المخطّط بالأحمر يرفرف في الريح.
3
... ينتصف ليل الأرملة.. تضطجع.. تتقلّب.. تَحتضن الوسادة.. تعصرها.. تُلَوّح بِها.. محاولةً طَرْد شبح القميص.. ومَسْح الخطوط الحمراء التي تخترق الظلمة.. ومن فوق حبل الغسيل بُهْرة القميص تطال زجاج النافذة.
4
... في آخر الليل تُغلق الباب الموارَب.. والنافذة.. تُسدل الستارة.. تطفئ المصباح.. تستلقي من جديد.. تُغمض عينيها.. ترى خطوط القميص الحمراء تتدلّى من السقف والزوايا.. تُلامس السرير.. تزحف تحت اللحاف.. تلتفّ حولها.. تتشابك.. تتغلغل.. تدغدغ.
5
... تُفيق.. تتحسّس حوافّ السرير الباردة.. تُطوّق ركبتيها بذراعيها.. ترفع عينيها إلى النافذة.. لايزال قميص الرجل المرفرف في الريح يُبدِّد العتمة.
***
(2008)
جميل جميل كل مايكتبه قلمك المبدع............دمت ايها الصموت
ردحذفجرى النجم و انحرّ و ابرق شضايا---و اوصل للوطا و هاف و اطفي بريقه
ردحذفو قال : البها قبل حدّ الغوايا---و فالحلم من قبل يبقـى حقيـقه
و هل الحياة الا ( حلم في ذاكرة العدم )؟..!... و الخيال دائما اجمل من الواقع ... فما اجمل الاحلام الغارقة في جميع الوان الطيف ... حيث السعه الامتناهيه تتجاوز كل الخطوط الحمراء ... و ما اروع احمد يوسف .
لا يلتقط التفاصيل المخبئة تحت ستار الصمت الا خيال وابداع قلم مثلك ..رهيفة ..موحية ..القصة ..بصمتها المكابر الذى يتحدث دون ان يتحدث ككاتبها ..دمت قلمامبدعا فى فضاء ليبيا التى نحب ونشتهى ...
ردحذفأشكرك انتصار بوراوي.. أسعدني سطوعك في ظل الخروبة.
ردحذفإلى متى تظل الخطوط الحمراء تمارس علينا جبروت العسف لتمنعنا حتى من مجردالتمني ؟
ردحذفنعيمة الطاهر
نعيمة الطاهر.. أشكر جلوسك الدائم في ظل الخروبة.
ردحذف