مدونة القاص الليبي أحمد يوسف عقيلة .. youssof58@yahoo.com إذا أردت أن تقوم بعمل ما.. فسوف ينتصب ضدك كل الذين يريدون القيام بالعمل نفسه.. وكل الذين يريدون القيام بعكسه.. والأغلبية الساحقة التي لا تريد لأحد أن يقوم بأي شيء. (كونفوشيوس)
13 يوليو، 2011
لكم شاكيركم.. ولنا شاكيرنا..
06 يوليو، 2011
تواريخ ...
... الرفاق يتحلّقون حول اللهب.. ظِلالهم تتداخل على الصخور المحيطة.. خيط الشاي الأخضر الساقط يرغرغ داخل الأكواب.. الرغوة تصعد إلى الحواف.
ــ من منكم يتفطن لخطاب الزعيم الذي ظهر فيه مرتدياً سروالاً قصيراً فوق الركبة؟
ــ أعرفه.. هو الخطاب الألف وستمائة للزعيم.
ــ ذلك الخطاب هو تاريخ زواجي.
ــ الخطاب الذي شتم فيه الأمم المتحدة؟
ــ لا.
ــ الخطاب الذي ألغى فيه الدستور والقوانين؟
ــ لا.
ــ الخطاب الذي قال فيه: (أوروبا صقع عليكم).
ــ (صقع عليكم) هو تاريخ ذهابنا للحرب في صحراء تشاد.
ــ خطاب الثمان دجاجات وديك؟ الذي ظهر فيه بلباس مرقط يشبه النمر؟
ــ لالا.. خطاب الثمان دجاجات وديك هو وفاة جدّتي رحمها الله.. وظهر فيه حاسر الكتفين.
ــ أنا تخرّجت في اليوم الذي ألقى فيه الزعيم الخطاب رقم أربعة آلاف وثلاثمائة.. الخطاب الذي قال فيه: (سنخرق الأرض ونبلغ الجبال طولاً).
ــ حطّيت نعناع؟ أنا حضرت مباشرةً الخطاب الذي قال فيه: (محمد مجرّد ساعي بريد).
ــ الذي صلّى فيه المغرب ركعتين؟
ــ لا.. الخطاب الذي شرح فيه أن المرأة تحيض.. والرجل لا يحيض!
ــ آه.. الخطاب الذي اكتشف فيه أن المرأة أنثى.. و الرجل ذكر!
ــ وأفتى فيه أن الخمر غير محرمة في الأماكن الباردة!
ــ ضع المزيد من الحطب.. والخطاب الذي قال فيه إن الجنة بالحظ؟
ــ ذلك لم يكن خطاباً.. كان كلمة تاريخية لم تتجاوز الثلاث ساعات.
ــ أنا لا يمكن أن أنسى خطاب الزعيم الذي قال فيه إن المثرودة ليست أكلة شعبية.
ــ ذلك قبل خطابه الذي قال فيه بأن البيبسي مصنوعة من أمعاء الخنازير.
ــ لا وأنت الصادق.. قبل الخطاب الذي هاجم فيه ربطة العنق.. وقال إنها تشبه الصليب.. وظهر فيه بلباس الساموراي.
ــ صحيح.. الخطاب رقم خمسة آلاف.
ــ لالا.. الخطاب خمسة آلاف هو الذي وضع فيه الزعيم الريش الأحمر فوق رأسه.. مثل الهنود الحمر.
ــ ذلك الخطاب سمّاه الناس (خطاب البوعبعاب).
ــ هو اليوم الذي توفي فيه أبي.
ــ أليس هو الخطاب الذي أفتى فيه بأن من حق المرأة أن تتزوّج أربعة رجال؟
ــ يبدو أنك غير متابع لخطابات الزعيم.. بل هو الخطاب الذي وضع بعده الحذاء على شاشة التلفزيون في وجوه المشاهدين.
ــ صحيح.. ذلك تاريخ ذهابنا للقتال في أوغندا.
ــ وخطاب الناقة؟
ــ أي ناقة؟
ــ الناقة التي سقط من فوقها وكُسرت ساقه.
ــ آه.. أذكر ذلك.. كان بعض مريديه يرتدون اللباس الأخضر الفضفاض.. ويستعدون لملاقاته بالدفوف وهو فوق الناقة.. وينشدون: (طلع البدر علينا).
ــ يا خسارة.. البدر طاح من فوق الناقة!
ــ يوم سقوط الزعيم من فوق الناقة هو مولد ابني البِكْر.
ــ حَرّك الجمر.. من منكم يذكر أول خطاب للزعيم المزمن؟
ــ أنا لا يمكنني أن أذكره.. فلم أولَد بعد في ذلك التاريخ.
ــ هههه.. أنا يستحيل أن أتذكّره.. فأبواي لم يتزوجا بعد.
ــ حتى أبي لم يولد بعد!
ــ تأخّر الليل.. ألم تلاحظوا أن الشاي أخضر؟
ــ هاهاها.. البحر الأخضر المتوسط!
ــ للأمانة.. الزعيم له نوادره.
ــ أخشى أن الديمقراطية ستأتينا برئيس جادّ.. يرتدي بذلة أنيقة.. ويخطب باقتضاب من ورقة.
ــ غريب! هذه أول مرة أسمع أحداً يخاف الديمقراطية!
ــ أنا سمعت خطيباً سلفيًّا يقول: (الديمقراطية دِين الكُفّار).
ــ ويصف الثوار بأنهم خوارج عن طاعة ولي الأمر.
ــ مضحكة حكاية ولي الأمر هذه.
ــ صبّ طاسة أخرى.. يا الله.. سنفتقد طرائف وقفشات وليّ الأمر!
***
(السبت 2011.6.4)