الرتل
قصة
قصيرة
... في وادي النمل أصدرت النملة المسؤولة عن الأمن
الخارجي أوامرها:
ــ (يا أيها النمل
ادخلوا مساكنكم).. فالرتل قادم.. يدوس كل شيء في طريقه.
وضعت نملة شغّالة قشّتها
جانباً وقالت:
ــ هل هو رتل
الجنرال؟
ــ بل هو رتل الثوّار.
ــ هل سيدوسوننا هم أيضاً؟
ــ كل الأرتال تدوس.
ــ كل الأرتال؟!
ــ بالتأكيد.. هذا هو
القاسم المشترك للأرتال.. تدوس.. تسحق.. تحطّم.. حتى لو كان الرتل يقوده نبي مبعوث
من السماء مباشرة!
ــ أنتِ تبالغين في
حسّكِ الأمني.
ــ كأنكِ لم تسمعي تحذير
جدّتنا: (لا يحطمنّكم سليمان وجنوده).
ــ لكن النبي لا يفعل
ذلك عن قصد.
ــ ما الفرق بالنسبة
لنا.. أن يحطّمنا رتل عن قصد أو غير قصد؟! ادخلي ودعي القشّة تذروها الرياح..
فالأولوية لسلامة النمل.. إذا مرّ أي رتل فابتهلي إلى الرب حتى يبتعد.
ــ اللهم جنّبنا كل
أنواع الأرتال.. ولكن كيف عرفتِ أنه رتل الثوار؟!
ــ من السهل معرفة
ذلك.. فالثوّار مولَعون دائماً بإطلاق الرصاص.. حتى حين يتأخر المطر!!
***
(2013)