هشاشة
قصة قصيرة.
... تثبّت
الحقيبة المدرسية على كتفيه.. (قبل أن تعبر الطريق عليك أن تنظر إلى الجهتين).. تضع
الساندوتش الملفوف في ورق قصدير في جيب الحقيبة الخارجي.. (إذا.. إذا حدث.. يا الله
كيف أقول ذلك؟ إذا حدث انفجار عليك أن تلتصق بالأرض.. لا أعرف إن كان ذلك سيُجدي)..
يهزّ رأسه بعصبية (أعرف يا أمي.. لقد علّمونا وضع الانبطاح بعد سماع الانفجار)..
تغمض عينيها (الانبطاح..!! يا الله لماذا ننجب في زمن الحرب؟).. تضع يديها على
كتفيه.. تتأمّله.. تملأ عينيها منه (هل تخشى أن تكون هذه المرّة الأخيرة التي تراه
فيها؟).. ترسم حوله دائرة بإصبعها.. تقرأ المعوّذات.. (لا تقترب من البركة
المحاذية للطريق.. حتى لا تلوثك السيارات).. تنظر إلى اهتزاز الحقيبة فوق كتفيه
الصغيرتين.. (هناك كلب أجرب تحت السيارة التي انفجرت الأسبوع الفائت.. يتودد إلى
المارّة.. لا تلمسه).. تخطو خلفه.. (انتبه.. كثير من السائقين لا يبالون بالإشارة
الحمراء).. يلتفت (أعرف يا أمي.. حفظتها.. تقولين لي ذلك كل صباح)..! لم تنتبه إلى
أنها لاتزال تخطو خلفه.. (وجودنا هش.. انفجار.. أو سيارة عابرة.. أو فايروس لا
يُرى بالعين المجرّدة.. أو حتى كلب أجرب من الممكن أن يهدّد وجودنا.. يا الله
لماذا نحن كائنات سريعة العطب؟).. تماوجت صورته في عينيها الممتلئتين بالدموع وهي لاتزال
تردّد (نحن كائنات سريعة العطب.. كائنات سريعة العطب).
***
(2014)